يعد كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس، ولفظة عطارد هي من طارد أو من مطرد، وتعني المشي بشكل متتابع وسريع، وفي هذا إشارة إلى سرعة دورانه حول الشمس بسبب قربه منها، أما في اللاتينية فهو يسمى بـميكوري ( Mercury ) نسبة إلى إله التجارة عند الرومان. يقترب قطر كوكب عطارد من حاجز الخمسة آلاف كيلو متراً في حين تبلغ كتلة هذا الكوكب حوالي 3.3X10^23 كيلو جراماً، أما حجمه فيقدر بعشرة مليارات كيلو متراً مكعباً، أما بالنسبة لجاذبية سطحه فتقدر بحوال 3.7 متراً لكل ثانية مربعة.
خصائص عطارديتشابه عطارد إلى حد بعيد مع كوكبنا كوكب الأرض من ناحية الشكل، كما ويوجد على سطحه عدد مما يسمى بالفوهات الصدمية، إضافة إلى وجود المناطق السهلية والتي تتميز بنعومتها، كما أن هذا الكوكب لا يمتلك أقماراً تدور حوله كما أنه لا يمتلك غلافاً جوياً يغلفه، كما وتتراوح درجة حرارة سطحه ما بين 90 - 700 كلفن.
بنية كوكب عطاردبنية كوكب عطارد تحتوي على مكا نسبته سبعون بالمئة من المعادن إضافة إلى ثلاثون بالمئة من السليكات، في حين تقل كثافة هذا الكوكب عن كثافة الأرض بما يقارب الـ 5.5 غراماً لكل سنتيميتراً مكعباً. تم رصد ومعرفة هذا الكوكب الهام قبل نحو ألف عام من ميلاد السيد المسيح – عليه السلام -، حيث اعتقد الإغرق في ذاك الزمان أن كوكب عطارد هو عبارة عن جرمين سماويين منفصلين ومختلفين، أما أول رصد لعطارد فكان على يد العالم غاليليو غاليلي في القرن السابع عشر الميلادي، وفي نفس القرن وتحديداً في العام 1631 ميلادية استطاع العالم جاسيندي تطوير تلسكوباً استطاع به مراقبة مرور هذا الكوكب من أمام الشمس، أما العالم جيوفاني باتيستا زوبي فقد استطاع أن يتأكد أن لعطارد عدداً من الأطوار المدارية والتي تشبه تلك الأطوار للزهرة والقمر وبالتالي تم إثبات أن كوكب عطارد يدور حول الشمس عبر مداره الخاص.
كما ذكرنا سابقاً أنه ليس لكوكب عطارد أقمار تدور حوله ويعتبر هو وكوكب الزهرة الكوكبين الوحيدين اللذان لا يمتلكان لأقمار، وقد وضعت النظريات لتفسير هذه الظاهرة من بينها، أن عطارد بالأصل هو قمر الزهرة، حيث استطاع الإفلات من مداره حول الزهرة، ويجري إلى الآن التأكد من صحة هذه الفرضية، يشار إلى أنّه يمكن رصد كوكب عطارد أثناء دورانه حول الشمس حوال 13-14 مرة كل مئة عام، والرصد القادم لكوكب عطارد هو في العام 2016 ميلادية.
المقالات المتعلقة بأقرب كوكب للشمس